[rtl]كلام الله حقيقي يُسمع بحرف وصوت،[/rtl]
[rtl]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله --- اما بعد
وبيان بطلان قول الأشاعرة في ذلك
كان من فضل الله عز وجل أن سخَّرَ علماء الحديث ليرحلوا إلى مختلف البلاد ليجتمعوا بمن يعلمون أنه عنده ولو حديث واحد، ليسمعوهم مباشرة منه، حتى لقد كان في هؤلاء بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام، أحدهم اسمه عقبة بن عامر بلغه أن جابراً بن عبد الله الأنصاري المشهور عنده حديث وكان في مصر، فسافر من بلده أظنه يومئذ كان في المدينة إلى مصر، لماذا؟ ليسمع ذاك الحديث الذي قيل لهم أنه سمعه جابر من الرسول عليه الصلاة والسلام.
فخرج إليه جابر وتلقاه واحتضن أحدهما الآخر، قال: أنا ما أريد منك شيء إلا أنه بلغني أنك سمعت حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ونص الحديث «أن الله عز وجل ينادي يوم القيامة بصوت يسمعه من قرب كما يسمعه من بَعُد»[/rtl]
[rtl]، وهذا الحديث من الأحاديث التي يتمسك بها أهل السنة حقاً وأعني بهم أهل الحديث الذين لا يتعصبون لمذهب في العقيدة كالماتريدية أو الأشعرية أو المعتزلة أو الجبرية، كما أنهم لا يتعصبون لمذهب في الأحكام الشرعية مذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي فضلاً عن مذاهب أخرى تبتعد كل البعد عن المذاهب الأولى أهل الحديث لا يتعصبون إلا للحديث، ولذلك نسبوا إليه وانتموا إليه، كما قال قائلهم:
[/rtl]
[rtl]أهل الحديث هم أهل النبي ... وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
ولذلك أصبح معروفاً عند العلماء كافة لا نحاشي ولا نستثني فقهاء ومفسرين كلهم قالوا: مما دل عليه حديث الرسول عليه الصلاة والسلام القائل: «نَضّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب مبلغ أوعى له من سامع».
يقول العلماء كافة: ولذلك نرى النضرة في أهل الحديث لأنهم يشتغلون بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام ليلاً نهاراً فصدق فيهم قول ذلك
الشاعر العالم:
أهل الحديث هم أهل النبي ... وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
هذا الحديث حديث جابر لعقبة بن عامر يتمسك [بة اهل الحديث] عكس ما يقول الأشاعرة والماتريدية أن كلام الله ومنه القرآن الكريم هو كلام نفسي، يعنون بأنه ليس بالكلام اللفظي يعنون بأنه ليس بالكلام المسموع، هذا الحديث يبطل دعواهم ويؤكد قول الله عز وجل لموسى: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} و{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}
{فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} معناها أن ربنا عز وجل حينما كلم موسى كما قال في القرآن الكريم، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} كان موسى يسمع[/rtl]
[rtl]كلام الله عز وجل، أما تأويل الكلام الإلهي بأنه كلام نفسي فهو تعطيل للقرآن الكريم ولأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ومنها هذا الحديث الذي شد من أجله الرحلة أحد الصحابة إلى راويه الصحابي الذي سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام.
[/rtl]
[rtl]ومذهب السلف فى إثبات الكلام لله تعالى أنه تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء, ومتى شاء, وكيف شاء,[/rtl]
[rtl]وإنه يتكلم بصوت.[/rtl]
[rtl]
ومن أدلة إثبات صفة الكلام
[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:
«ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظُرُ إليهم، ولا يزكِّيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضلِ ماء بالفلاة؛ يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر، فحلف له بالله: لأَخَذَها بكذا وكذا، فصدّقه، وهو على غير ذلك، ورجلٌ بايع إماماً؛ لا يُبايعُهُ إلا لدنيا؛ فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يَفِ».[/rtl]
[rtl] والأصل إمرارها على ظاهرها على الوجه اللائق بعظمة الله وجلاله؛ كما في قوله سبحانه: {ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير}. [/rtl]
[rtl]القرآن كلام الله
[/rtl]
[rtl]"وإن القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولاً, وأنزله على رسوله وحياً, وصدقه المؤمنون على ذلك حقّاً, وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية, فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر, وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر حيث قال تعالى: {سأصليه سقر} فلما أوعد الله بسقر لمن قال:{إن هذا إلا قول البشر} علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر ولا يشبه
قول البشر:
[/rtl]
[rtl]وهذا هو الحق الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة لمن تدبرهما وشهدت به الفطرة السليمة التي لم تغير بالشبهات والشكوك والآراء الباطلة. وقد افترق الناس في مسألة الكلام على أقوال والصحيح منها :[/rtl]
[rtl] أنه تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء, وهو يتكلم به بصوت يسمع, وأن نوع الكلام قديم, وإن لم يكن الصوت المعين قديماً وهذا المأثور عن أئمة الحديث والسنة.
[/rtl]
[rtl]ةالقرآن العظيم كلام الله لفظه ومعانيه, فلا يقال اللفظ دون المعنى كما هو قول أهل الاعتزال, ولا المعنى دون اللفظ كما هو قول الكلابية الضلال ومن تابعهم على باطلهم من أهل الكلام الباطل المذموم,[/rtl]
[rtl]فأهل السنة والجماعة يقولون ويعتقدون: أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ألفاظه ومعانيه عين كلام الله, سمعه جبريل من الله, والنبي سمعه من جبريل, والصحابة سمعوه من النبي, فهو المكتوب بالمصاحف, المحفوظ بالصدور, المتلو بالألسنة.
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله:
وكذلك القرآن عين كلامه الـ ... ـمسموع منه حقيقة ببيان
هو قول ربي كله لا بعضه ... لفظا ومعنى ما هما خلقان
تنزيل رب العالمين ووحيه ... اللفظ والمعنى بلا روغان
والحمد لله رب العالمين[/rtl]